هناک في الأوطان الباطنیة تسکن القوة العاطفیة وأخواتها تتوهج بلغة الشعورعند ظهورها علی الأرض یطاردها الشاعر في ضمیر أرضها وباطن وجدانها....یبعث الشاعر في أجساد المفردات روحا لیولدها من رحم العواطف حیث یمتلا الشاعر قدرة متافیزیقیة لخلق حیاة للکلمة ویخلق لها لسان ناطق وأیقاع ویصورها ویستلذ برقصهاوبألحانها المتلقي ... خلق إئتلافها النسقي لا یحددها جنسیتها ولا دینه ولونها یخلق نغما جمیلا یرنو کطیر فوق أغصان حریتها لذلک تتوهج أحاسیس الشاعرمن شمس عواطفهه لیقي أضوائه علی شولطئ الناظرین...
وتتدفق المشاعرکالمیاه العذبة من أنهارخیاله ویتجلی اکثرهذا الإحساس في الأدب النسائي خاصة في شعر الشاعرة جیهانه سبیتي لکونها ناعمة البیان راهفة الحس تصب دموعها في مشارب الظمأ وهي استطاعت وبلطف خیالها و فنها الألیق أن تبدع وبمهارة وحذق ملیختلج في کیان أنوثتها آن تسافر في شرائین الضمیر في کل حین تبرزفي مکونات قصائدها عناصر السفر والغیاب والإنتظارعنما تقول:
أشد رحالي الیک....
ابحث عن جذوري في...
أفق عینیک...
یراودني حلم....بمجاذاة الرمق.

تسافر لیست علی متن طائرة ولا ولا بالحافلات أنما ترحل بجناح الجفون ای عینین خیالیین في الأفق دون تذکرة سفر....قد تتوق الی دیارها من زمن بعید...
سافرت في عینیک.....
اجمع أعواما ارتحلت......
استوحي ما تبقی في الأفق....

نظراتها تسیر في الأفق ولا یحط رحالها علی ارض قد غدر بمستقبلها...
أسافر نحو الشمس أمرأة.....
من طین ونار....یأتینة اللیل باکیا...
آعرج علی نجمة الصباح....أسافر مع موکب النهار...

الإنتظار ...
الفاظها الشاعریة مشحونة بالحب والاحب والرموز والإحائات تترجم أفکارها بحروف الإنتظار هي أمرأة عکست جانبا من توهجها الروحي من مرآة وجودها و لم تفدق أوراق

ربیعها علی أغصان الإنتظار.....
اانتظر المجهول ....فوق صخور جزیرته...
حطت قوافلي.....شیدت قصوري عواصف بحریة...
تتخبط بین الأرض والسماء...

رسمت بریشتها الفنیة اللیل والحدیقةالخیالیة في سماء اوطانها التي غادر منها الحبیب..ونثرت الماء فوق الورود...
أنثر الماء ...فوق وردي لیلا.......
أغزل خیوط الحریر ...لأسیح بها
سور حدیقتي.....

تارة تطرب بمولد من رحم مواجعها لیضئ ظلمة لیلتها الممتدة من ماضیها المتعب...ویخرجها من مکابدها ولوعاتها کقیثارة تطرب اوجاعها.....
قیثارة في أحضان اللیل...
تراقص ضوء القمر....تخرج الظلمة ......
من حجر أحزانها...

الشاعرة جیهانه مسافرةلاتستقر ذاهبة نحو ظل الشمس وضوء القمر...تبحث عن غائب بأالوانها الممزوجة من الحب والهیام والسفر..آخذة بیدها ریشة الإنتظار.. تبحث عن الوانا قد لا تکون في لوحة أي رسام وقد لا ترسم قمرا بلون الأصفر ولاشمس بیضاء
فالمقومات والسمات التي تبرز في الشعر والنص الأدبي في العصر الحدیث للعنصر الأنثوي هي العاطفة والأقطاب الصوتیة المکبوتة في خلایاها العاطفي لیتخطی حدود الوعي الباطني
فالعنصر العاطفي عند الشاعرة جیهانه یستعد لقفز الی عالم الغیبي الذي تطمح لوصوله عبرتراسل الحواس واکتشاف المناطق الخیالیة في قصائدها.....ویظهر تارة بالحب وذروة التألق والحریة والبسمات وتارة بالکراهیة والیأس والغضب والأحزان.... والنظرات الدرامیة وتکمن في داخلها النزعات الباطنیة والبواعث النفسیة خاصة إن الأدب النسائي یتحلی في المنهج الوصفي والجمالي الی التحول الذاتي وکسر التابوهات والوعي الجسدي حیث ظهرت تستعرض المرأة أفکارها وأسرارها في مسرح عیون الرجال بعد ما
کانت تطل من خلف نافذة الصمت بید أنها بدأت تمیل بالکشف عن ماهیة إنوثتها وتبوح بمکنون فؤادها ولاتکتم سرها في اللیل وتخلع حجاب لسانها قبل جسدها والمجاهرة بالذات

الدکتور إبراهیم البچاري